فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السماء وَالأرض وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4)}.
الأقاويل التي يسمعها الحقُّ- سبحانه- مختلفة؛ فَمِنْ خطابِ بعضهم مع بعض، ومن بعضهم مع الحق. والذين يخاطِبون الحقَّ: فَمِنْ سائلٍ يسأل الدنيا، ومِِنْ داعٍ يطلب كرائمَ العُقْبَى، ومِنْ مُثْنٍ يثني على الله لا يقصد شيئًا من الدنيا والعقبى.
ويقال يسمع أنينَ المُذْنبين سرًّا عن الخَلْق حَذَرًا أن يفتضحوا، ويسمع مناجاةَ العابدين التسبيح إذا تهجدوا، ويسمع شكوى المحبين إذا مَسَّتْهم البُرَحاء فَضَجُّوا من شدة الاشتياق.
ويقال يسمع خطابَ مَنْ يناجيه سِرَّا بسرِّ، وكذلك تسبيح مَنْ يمدحه ويثني عليه بلسان سِرِّه.
{بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأولونَ (5)}.
نَوَّعُوا ما نسبوا إليه- بعدما نزَّلنا إليه الأمر- من حيث كانوا، ولم يشاهدوا هِمَمَه على الوصف الذي كانوا يصفونه به من صدق في الحال والمقال، وكما قيل:
رمتني بداءها وانسلت

{مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكِناهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6)}.
أخبر أن الله تعالى أجرى سُنَّتَه أن يُعَذِّبَ من كان المعلوم من شأنه أنه لا يؤمن لا في الحال ولا في المآل. وإنَّ هؤلاء الذين كفروا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم أمثالُهم في الكفران، وقد حَكَم الحقُّ لهم بالحرمان والخذلان. اهـ.

.تفسير الآيات (7- 9):

قوله تعالى: {وما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وما جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وما كَانُوا خَالِدِينَ (8) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نشاء وَأَهْلَكِنا الْمُسْرِفِينَ (9)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما بين أولًا أن الآيات تكون سببًا للهلاك، فلا فائدة في الإجابة إلى ما اقترحوه منها بعد بطلان ما قدحوا به في القرآن، بيّن ثانيًا بطلان ما قدحوا به في الرسول بكونه بشرًّا، بأن الرسل الذين كانوا من قبله كانوا بإقرارهم من جنسه، فما لهم أن ينكروا رسالته هو مثلهم، بل عليهم أن يعترفوا له عندما أظهر من المعجز كما اعترفوا لأولئك، كل ذلك فطمًا عن أن يتمنى أحد إجابتهم إلى التأييد بملك ظاهر، فقال عاطفًا على ما {آمنت}: {وما أرسلنا}.
ولما كان السياق لإنكار أن يكون النبي بشرًّا، وكان الدهر كله ما خلا قط جزء منه من رسالة، إما برسول قائم، وإما بتناقل أخباره، كان تعميم الزمان أنسب فقال من غير حرف جر: {قبلك} أي في جميع الزمان الذي تقدم زمانك في جميع طوائف البشر {إلا رجالًا نوحي إليهم} بالملائكة سرًّا من غير أن يطلع على ذلك الملك غيرهم كما اقتضته العظمة من التخصيص والاختيار والإسرار عن الأغيار، وذلك من نعم الله على خلقه، لأن جعل الرسل من البشر أمكن للتلقي منهم والأخذ عنهم.
ولما لم يكن لهم طريق في علم هذا إن يقبلوا خبره عن القرآن إلا سؤال من كانوا يفزعون إليهم من أهل الكتاب ليشايعوهم على ما هم عليه من الشك والارتياب، قال: {فسألوا أهل الذكر} ثم نبه على أنهم غير محتاجين فيه إلى السؤال بما كان قد بلغهم على الآجال من أحوال موسى وعيسى وإبراهيم وإسماعيل وغيرهم عليهم الصلاة والسلام بقوله، معبرًا بأداة الشكك محركًا لهم إلى المعالي: {إن كنتم} أي بجبلاتكم {لا تعلمون} أي لا أهلية لك في اقتناص علم، بل كنتم أهل تقليد محض وتبع صرف.
ولما بين أنه على سنة من مضى من الرسل في كونه رجلًا، بين أنه على سنتهم في جميع الأوصاف التي حكم بها على البشر من العيش والموت فقال: {وما جعلناهم} أي الرسل الذين اخترنا بعثهم إلى الناس ليأمروهم بأوامرنا.
ولما كان السبب في الأكل ترتيب هذا الهيكل الحيواني على ما هو عليه لا كونه متكثرًا، وحد فقال: {جسدًا} أي ذوي جسد لحم ودم متصفين بأنهم {لا يأكلون الطعام} بل جعلناهم أجسادًا يأكلون ويشربون، وليس ذلك بمانع من إرسالهم؛ قال ابن فارس في المجمل: وفي كتاب الخليل: إن الجسد لا يقال لغير الإنسان من خلق الأرض.
ثم عطف على الأول قوله: {وما كانوا خالدين} أي بأجسادهم، بل ماتوا كما مات الناس قبلهم وبعدهم، أي لم يكن ذلك في جبلتهم وإنما تميزوا عن الناس بما يأتيهم عن الله سبحانه، ورسولكم- صلى الله عليه وسلم- ليس بخالد، فتربصوا كما أشار إليه ختم طه فإنه متربص بكم وأنتم عاصون للملك الذي اقترب حسابه لخلقه وهو مطيع له، فأيكم أحق بالأمن؟ ولما بين أن الرسل كالمرسل إليهم بشر غير خالدين، بين سنته فيهم وفي أممهم ترغيبًا لمن اتبع، وترهيبًا لمن امتنع، فقال عاطفًا بأداة التراخي في مظهر العظمة على ما أرشد إليه التقدير من مثل: بل جعلناهم جسدًا يأكلون ويشربون، ويعيشون إلى انقضاء آجالهم ويموتون، وأرسلناهم إلى أممهم فحذروهم وأنذروهم وكلموهم كما أمرناهم، ووعدناهم أن من آمن بهم أسعدناه، ومن كفر واستمر أشقيناه، وأنا نهلك من أردنا من المكذبين، فآمن بهم بعض وكفر آخرون؛ فلم نعاجلهم بالأخذ بل صبرنا عليهم، وطال بلاء رسلنا بهم {ثم صدقناهم} بما اقتضت عظمتنا، وأكد الأمر بتعدية الفعل من غير حرف الجر فقال: {الوعد} أي بإنجائهم؛ وأشار بأداة التراخي إلى أنهم طال بلاؤهم بهم وصبرهم عليهم، ثم أحل بهم سطوته، وأراهم عظمته، ولذا قال مسببًا عن ذلك: {فأنجيناهم} أي الرسل بعظمتنا، ولكون السياق لأنهم في غاية الغفلة التي نشأ عنها التكذيب البليغ الذي اقتضى تنويع القول به إلى سحر وأضغاث وافتراء وشعر، فاقتضى مقابلته بصدق الوعد منه سبحانه، عبر بالإنجاء الذي هو إقلاع من وجدة العذاب في غاية السرعة {ومن نشاء} أي من تابعيهم.
إشارة إلى أن سبب الإنجاء المشيئة لا أن التصديق موجب له، لأنه لا يجب عليه سبحانه وتعالى شيء {وأهلَكِنا} أي بما يقتضيه الحكمة {المسرفين} كلهم الذين علمنا أن الإسراف لهم وصف لازم لا ينفكون عنه. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7)}.
اعلم أنه تعالى أجاب عن سؤالهم الأول وهو قولهم: {مَا هذا إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ} [المؤمنون: 33] بقوله: {وما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالًا نُّوحِى إِلَيْهِمْ} فبين أن هذه عادة الله تعالى في الرسل من قبل محمد صلى الله عليه وسلم ولم يمنع ذلك من كونهم رسلًا للآيات التي ظهرت عليهم فإذا صح ذلك فيهم فقد ظهر على محمد مثل آياتهم فلا مقال عليه في كونه بشرًّا فأما قوله تعالى: {فَاسْئَلُواْ أَهْلَ الذكر} فالمعنى أنه تعالى أمرهم أن يسألوا أهل الذكر وهم أهل الكتاب حتى يعلموهم أن رسل الله الموحى إليهم كانوا بشرًّا ولم يكونوا ملائكة، وإنما أحالهم على هؤلاء لأنهم كانوا يتابعون المشركين في معاداة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الذين أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا} [آل عمران: 186] فإن قيل إذا لم يوثق باليهود والنصارى، فكيف يجوز أن يأمرهم بأن يسألوهم عن الرسل قلنا: إذا تواتر خبرهم وبلغ حد الضرورة جاز ذلك، كما قد يعمل بخبر الكفار إذا تواتر، مثل ما يعمل بخبر المؤمنين.
ومن الناس من قال: المراد بأهل الذكر أهل القرآن وهو بعيد لأنهم كانوا طاعنين في القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم فأما تعلق كثير من الفقهاء بهذه الآية في أن للعامي أن يرجع إلى فتيا العلماء وفي أن للمجتهد أن يأخذ بقول مجتهد آخر فبعيد لأن هذه الآية خطاب مشافة وهي واردة في هذه الواقعة المخصوصة ومتعلقة باليهود والنصارى على التعيين.
ثم بين تعالى أنه لم يجعل الرسل قبله جسدًا لا يأكلون الطعام وفيه أبحاث:
البحث الأول: قوله: {لاَّ يَأْكُلُونَ الطعام} صفة جسد والمعنى وما جعلنا الأنبياء ذوي جسد غير طاعمين.
البحث الثاني: وحد الجسد لإرادة الجنس كأنه قال ذوي ضرب من الأجساد.
البحث الثالث: أنهم كانوا يقولون: {مالِ هذا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطعام وَيَمْشِي في الأسواق لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} [الفرقان: 7] فأجاب الله بقوله: {وما جعلناهم جَسَدًا لاَّ يَأْكُلُونَ الطعام} فبين تعالى أن هذه عادة الله في الرسل من قبل وأنه لم يجعلهم جسدًا لا يأكلون بل جسدًا يأكلون الطعام ولا يخلدون في الدنيا بل يموتون كغيرهم، ونبه بذلك على أن الذي صاروا به رسلًا غير ذلك وهو ظهور المعجزات على أيديهم وبراءتهم عن الصفات القادحة في التبليغ، أما قوله تعالى: {ثُمَّ صدقناهم الوعد} فقال صاحب الكشاف: هو مثل قوله: {واختار موسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} [الأعراف: 155] والأصل في الوعد ومن قومه ومنه صدقوهم المقال: {وَمَن نشاء} هم المؤمنون، قال المفسرون: المراد منه أنه تقدم وعده جل جلاله بأنه إنما يهلك بعذاب الاستئصال من كذب الرسل دون نفس الرسل ودون من صدق بهم، وجعل الوفاء بما وعد صدقًا من حيث يكشف عن الصدق ومعنى: {وَأَهْلَكِنا المسرفين} أي بعذاب الاستئصال وليس المراد عذاب الآخرة لأنه إخبار عما مضى وتقدم. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ} الآية فيهم ثلاثة أوجه:
أحدها: أهل التوراة والإِنجيل، قاله الحسن، وقتادة.
الثاني: أنهم علماء المسلمين، قاله علي رضي الله عنه.
الثالث: مؤمنو أهل الكتاب، قاله ابن شجرة.
قوله تعالى: {وما جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا} الآية فيه وجهان:
أحدهما: معناه وما جعلنا الأنبياء قبلك أجسادًا لا يأكلون الطعام ولا يموتون فنجعلك كذلك، وذلك لقولهم: {مَا هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} [المؤمنون: 24] قاله ابن قتيبة.
الثاني: إنما جعلناهم جسدًا يأكلون الطعام وما كانواْ خالدين، فلذلك جعلناك جسدًا مثلهم، قاله قتادة.
قال الكلبي: أو الجسد هو الجسد الذي فيه الروح ويأكل ويشرب، فعلى مقتضى هذا القول يكون ما لا يأكل ولا يشرب جسمًا. وقال مجاهد: الجسد ما لا يأكل ولا يشرب، فعلى مقتضى هذا القول يكون ما يأكل ويشرب نفسًا. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وما أرسلنا قبلك إلا رجالًا}.
رد على فرقة منهم كانوا يستبعدون أن يبعث الله من البشر رسولًا يشف على نوعه من البشر بهذا القدر من الفضل، فمثل الله تعالى في الرد عليهم بمن سبق من الرسل من البشر، وقرأ الجمهور: {يوحى} على بناء الفعل للمفعول، وقرأ حفص عن عاصم {نوحي} بالنون، ثم أحالهم على سؤال {أهل الذكر} من حيث لم يكن عند قريش كتاب ولا إثارة من علم، واختلف الناس في {أهل الذكر} من هم، فروى عبدالله بن سلام أنه قال أنا من أهل الذكر، وقالت فرقة هم أهل القرآن.
قال القاضي أبو محمد: وهذا موضع ينبغي أن يتأمل، وذلك أن الذكر هو كل ما يأتي من تذكير الله تعالى عباده فأهل القرآن أهل ذكر، وهذا ما أراد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأما المحال على سؤالهم في هذه الآية فلا يصح أن يكونوا أهل القرآن في ذلك الوقت لأنهم كانوا خصومهم، وإنما أُحيلوا على سؤال أحبار أهل الكتاب من حيث كانوا موافقين لهم على ترك الإيمان بمحمد عليه السلام فتجيء شهادتهم بأن الرسل قديمًا من البشر لا مطعن فيها لازمة لكفار قريش وقوله تعالى: {وما جعلناهم جسدًا} قيل الجسد من الأشياء يقع على ما لا يتغذى، ومنه قوله تعالى: {عجلًا جسدًا} [الأعراف: 148]. فمعنى هذا ما جعلناهم أجسادًا لا تتغذى، وقيل الجسد يعم المتغذي وغير المتغذي. والمعنى ما جعلناهم أجسادًا وجعلناهم مع ذلك لا يأكلون الطعام كالجمادات أو الملائكة، فـ: {جعلناهم جسدًا} على التأويل الأول منفي، وعلى الثاني موجب، والنفي واقع على صفته. وقوله تعالى: {لا يأكلون الطعام} كناية عن الحدث، ثم نفى عنهم الخلد لأنه من صفات القديم وكل محدث فغير خالد في دار الدنيا.
{ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نشاء وَأَهْلَكِنا الْمُسْرِفِينَ (9)}.
هذا وعيد في ضمن وصفه تعالى سيرته في الأنبياء من أنه يصدق مواعيدهم فكذلك يصدق لمحمد عليه السلام ولأصحابه ما وعدهم من النصر وظهور الكلمة وقوله تعالى: {ومن نشاء} معناه من المؤمنين بهم، و{المسرفون} الكفار المفرطون في غيهم وكفرهم وكل من ترك الإيمان مفرط مسرف. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {وما أرسلنا قبلك إِلا رجالًا}.
هذا جواب قولهم: {هل هذا إِلاّ بَشَر مِثْلُكم}.
قوله تعالى: {نُوحي إِليهم} قرأ الأكثرون: {يوحَى} بالياء.
وروى حفص عن عاصم: {نُوحي} بالنون.
وقد شرحنا هذه الآية في [النحل: 43].
قوله تعالى: {وما جعلناهم} يعني الرسل {جَسَدًا} قال الفراء: لم يقل: أجسادًا، لأنه اسم الجنس.
قال مجاهد: وما جعلناهم جسدًا ليس فيهم روح.
قال ابن قتيبة: ما جعلنا الانبياء قبله أجسادًا لا تأكل الطعام لا تموت فنجعله كذلك.
قال المبرد وثعلب جميعًا: العرب إِذا جاءت بين الكلام بجحدين، كان الكلام إِخبارًا، فمعنى الآية: إِنما جعلناهم جسدًا ليأكلوا الطعام.
قال قتادة: المعنى: وما جعلناهم جسدًا إِلا ليأكلوا الطعام.
قوله تعالى: {ثم صَدَقْناهم الوعدَ} يعني: الأنبياء أنجزنا وعدهم الذي وعدناهم بإنجائهم وإهلاك مكذِّبيهم {فأنجيناهم ومَنْ نشاء} وهم الذين صدَّقوهم {وأهلَكِنا المُسْرِفين} يعني: أهل الشِّرك؛ وهذا تخويف لأهل مكة. اهـ.